جاري تحميل ... بوابة البحيرة الإخبارية

أخبار ساخنة

إعلان في أعلي التدوينة


علي التركي يكتب: «أنا منافق إذا أنا موجود» «12» 

"بوابة دستور البحيرة الالكترونية"  «أنا مُنافق إذا أنا موجود»، أصبح شعارًا يحمله كبار الإعلاميين والصحفيين على أعناقهم، بـ«مناسبة وبدون مناسبة»، حتى أصبح الخطاب الإعلامي «سخيفًا» يتنافى تمامًا مع الحقائق الاجتماعية، ولم تعد أطروحاته ومفاهيمه لها أي تأثير شعبي.

لن أخفيكم سرًا، فالصراع أصبح محتدمًا داخل الوسط الصحفي، من أجل الفوز بلقب «الأكثر نفاقًا»، بشكل يُثير الاشمئزاز، ويُنفر الجمهور من الخطابين «الإعلامي» و«السياسي»، وحلّ مكانهما، مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت الأقوى تأثيرًا وتفاعلًا، والقادرة على تشكيل الرأي العام، والعقل الجمعي.

«الظروف» التي تمر بها مصر في الوقت الراهن، جعلت «الإعلام» يلعب دورًا سياسيًا، فتقمص الصحفي دور السياسي المخضرم، والقائد الثوري القادر على توجيه الملايين، والحامي المخلص لثورة 30 يونيو، بل أصبح يفتعل معارك سياسية، ما أنزل الله بها من سلطان، ليملأ فراغًا تركته الأحزاب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، أحد الإعلاميين أفتى أثناء تناوله، لما تردد عن شراء مصر لـ4 طائرات رئاسية من شركة «داسو» الفرنسية، بأن الدولة ستستغلها لدر أرباح، مؤكدًا أن الصفقة على وشك الانتهاء، وما أن نفت مصر جملةً وتفصيلًا ذلك، خرج في اليوم التالي، ليحدثنا عن المؤامرة الكونية، التي تُحاك ضد مصر، وكيف تتآمر كل دول العالم لإسقاط الوطن، وتُسخر صحف المجرة الكونية لذلك!!.

وصادف في اليوم التالي، خروج وزير المالية، عمرو الجارحي، ليؤكد أن الأوضاع الاقتصادية «مُتردية»، ويبرر لماذا لجأت مصر لقرض صندوق النقد الدولي، وإذ بالرئيس عبدالفتاح السيسي «نفسه»، يدعو المصريين للصبر والمُثابرة حتى نصل إلى أهدافنا الاقتصادية، فنفاجأ بنفس الإعلامي يقول «الاقتصاد المصري قوي.. الدولار سينتكس.. الأسعار ستنخفض... إلخ»!!.

«الأزمة» ليست في إعلامي أو اثنين أو ثلاثة، «المشكلة» أن الخطاب الإعلامي «المُنافق»، يكاد يفترسنا، ويقضي على آخر ما تبقى من أخلاقيات المهنة، فلم يعد السكوت على ما يُدار مقبولًا، فانعكاساته السلبية؛ أدت إلى ظهور خطاب آخر «معارض تحريضي»، يعمل ضد المصلحة العامة للدولة، ويُثير الشائعات يمينًا ويسارًا، فتنتهك إرادة الرأي العام وسط صراعات جانبية بين منافقي «النظام والمعارضة».

«حرب النفاق» التي نتحدث عنها، وباتت «حامية الوطيس»، لن تجني منها مصر سوى «الشوك»، في وقت تحتاج فيه إلى كل نقطة عرق، تُبذل من أجل إحياء الأمل في نفوس المصريين بأن القادم أفضل، وإلا سنكون نسخة مُكررة من «عبيد المرشد»، وسينطبق علينا مقولة «سحرة فرعون».

من المؤكد أن استمرار هذه الحرب، دفعت منافقو «النظام والمعارضة»، لتشكيل لجان إلكترونية؛ لبث الشائعات هنا وهناك، سيؤدي إلى زيادة الفساد المالي والإداري، وبالتالي يدخل المواطن في حالة «توهان وتشتت وبَلادة»، وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة، في وقت نحن في أشد الحاجة إلى شحذ الهمم؛ لتحقيق الارتقاء والإصلاح على كافة الأصعدة.

أرى أن مصر تحتاج إلى خطاب إعلامي، يراعي احتياجات الجمهور، والمسئولية الاجتماعية، والقواسم المشتركة بين فئات المجتمع، ويُعبر بشكل واضح عن الرأي العام، بعيدًا عن الانفعالات العدائية والدعاية السوداء، وإطلاق الشائعات والمعارك الجانبية بين منافقي «النظام والمعارضة».

نُريد من الإعلام أن يتبنى مبادرات جادة، قادرة على حل المشاكل التي تُعاني منها مصر، وتشكيل رأي عام ظاهر قادر على التحرك بشكل إيجابي، ونقل «نبض الشارع الحقيقي» إلى «القيادة السياسية»، ودعم الديمقراطية، ومدنية الدولة، وإتاحة الفرصة لكافة التيارات، للتعبير عن آرائها، طالما تُدعم الدولة المصرية، وتهدف إلى استقرارها.

خِتامًا، إذا اكتفى الإعلام بوظائفه «الإخبارية والتفسيرية والتنموية»، بعيدًا عن أي نفاق، سيكون أكثر فائدةً لهذا الوطن، فلا «الرئيس» يحتاج «منافقين»، ولا الجمهور لديه الوقت للاستمتاع بـ«حرب النفاق».

للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com


إعلان أسفل المقال